[b][b][b]د . أشرف زكي السيد
أستاذ مشارك بكلية العلوم جامعة الأزهر
و كلية المعلمين(التربية) بالجوف سابقا
http://ashrafzakyelsayed.malware-site.wwwhttp://ashrafzakyelsayed.ahlamontada.comhttp://ashrafzakyelsayed.malware-site.www/مدونتي/انصر رسولك
"إلا تنصروه فقد نصره الله..."الآية"/التوبة/40 جزء من الآية....
قيل لابن المبارك : ( ما خير ما أعطى الرجل؟ قال: غريزة عقل. قيل: فإن لم يكن؟ قال: أدب حسن؟ قيل فإن لم يكن؟ قال: صمت طويل. قيل: فإن لم يكن؟ قال: موت عاجل.)
نعم , لقد شرفنا الله و ميزنا على بقية المخلوقات بنعمة العقل , و هى مناط التكليف . و به يعقل المرء أوامر الله و نواهيه. إذ المرء بدونه كالأنعام , بل أشد خطرا .. ألم تستمع إلى قول الحق سبحانه و تعالى : ( .. أولئك كالأنعام بل هم أضل.. ) الأعراف-179
و قول القائل:
و إن أكمل الرحمن للمرء عقلة ...... فقد كملت أخلاقه و مأربه
فلمن المصلحة في تغييب العقل و ستره؟
و للإجابة على ذلك نقول, إن التغييب أو التعطيل قد يكون خارجيا أو داخليا, فالتعطيل الخارجي, كأن يعتدي عليه إنسان آخر فيترتب عليه ذهاب العقل, أما الداخلي , إذا كان التعطيل من صاحب العقل نفسه. و قد استخدم أعداء ألإسلام سبلا كثيرة لسلب خيرات المسلمين و تعطيل هدي الله للبشرية. و من هذه السبل الماكرة نشر المخدرات و المسكرات داخل المجتمعات الإسلامية. فالمرء إذا فرط في عقله و هو أعز ما يملك, سهل عليه التفريط فيما سواه . فالعقل إذا غاب , اختلط عليه الأمر , فلا يعرف صديقا من عدو و لا الخير من الشر , و إذا كان هذا حاله سهل على الأعداء قياده و سلبوا المال و العرض و الدين.
لذلك كان من مقاصد الشريعة الإسلامية العليا "حفظ العقل" قال تعالى: ( ... و سخر لكم الليل و النهار و الشمس و القمر و النجوم مسخرات بأمره. إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) النحل-12 .
و من طرق حفظ العقل:
حث العقل على التفكر في المحسوسات للوصول إلى صانع تلك المحسوسات.
صيانة العقل من المعتقدات و الأفكار الهدامة, فالعقل إذا غذي بأفكار مضللة, يسوء تصوره و يصبح خطرا على المجتمع.
و علينا أن نعرف أن المنكرات يجر بعضها بعضا , فالخمر تدعو إلى الزنا و الاعتداء على النفس و المال. و صاحب المعصية لا يكتفي بنفسه فقط بل ينقلها إلى غيره. فالحذر الحذر يا شباب الإسلام.
و لا يعرف بالتحديد متى ابتلى العالم الإسلامي بسموم المخدرات , فذكر ابن كثير في حوادث (494) في كتابه البداية و النهاية : ( أن الحسن بن الصباح زعيم الطائفة المعروفة بالحشاشين كان يستعمل مادتي الجوز و الشونيز ممزوجتين بالعسل , فيطعم به من اتجه إلى دعوته من الناس حتى يحرق مزاجه و يفسد دماغه , فيستجيب له, و يصير أطوع له من أمه و أبيه.) و هذا يدل على ظهور نوع من المخدرات في ذلك الوقت.
و ذكر الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: ( أن الحشيشة ظهرت مع ظهور التتار و دخولهم بغداد ((656)) , فبعد أن دمروا الخلافة العباسية , أرادوا تدمير نفوس المسلمين فجلبوا المخدرات إلى العالم الإسلامي , ثم ما لبثوا أن زرعوها في بلاد المسلمين على نطاق واسع).
و على أي حال, سواء عرف المسلمون المخدرات قديما أو حديثا , فالمهم هو ما صار إليه حال المسلمين الأن. فابتليت كثير من الدول الإسلامية مع غيرها بهذا الداء و غرقت في مستنقعه الآسن. فسلبت المخدرات الغني ماله و أقعدت القوي عن العمل بعد أن أنهكت قواه و تركته ذابلا ذليلا , و أذلت العزيز بعد أن اتبع هواه, و أضرت بالقيم و الأخلاق و قادت ضحاياها إلى الجرائم و فتحت عليهم أبواب الفقر و المرض و الجهل .
و المتصفح لقرآننا , يجد الكثير من الآيات الداعية إلى تخير الطيب من الطعام و البعد عن الخبائث المهلكات, قال عز وجل : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و أعملوا صالحا ) المؤمنون- 51 , و قوله تعالى: ( يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) البقرة-172 , و وصف الله نبيه صلى الله عليه و سلم بقوله
... يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث ) الأعراف-157
و لعلنا نتواصل في المستقبل القريب مع استكمال و بيان أضرار المخدرات على الفرد و الأسرة و المجتمع بإذن الله
[img][/img][b]